الحوار المسيحي - الإسلامي

 

الإسلام لله و الفدية

 إن لم تتوبوا فأنتم أيضا تهلكون

يعلمنا الوحي الالهي عن ضرورة التوبة لنيل الغفران. فكل انسان خاطئ مصيره الهلاك الأبدي إلا إن تاب التوبة الحقيقية ( أنظر هنا لمعرفة الفرق بين الندم و التوبة).  فكما يعلمنا الوحي الالهي أن الله هو الديان العادل الذي سيحاسب كل انسان في ذلك اليوم الرهيب.

الكثير من الديانات تعلم عقيدة الميزان، و كأن الله عز وجل سيساوم مع الإنسان في شره. لكن هذا خطأ كبير، وقد تطرقنا إليه هنا في موضوع سابق.

هذه مشكلتنا نحن البشر، فقد عصينا خالقنا، وكسرنا الشريعة الالهية، ونحن الآن عاجزون عن دفع ثمن عصياننا. لقد تعدينا القانون الالهي و بالتالي لا محال من العقاب الأبدي في يوم الحساب. لذا رجاء أخي المسلم و أختي المسلمة، أن تتذكرا إن اسم ذلك اليوم يوم الحساب و ليس يوم الرحمة

لكن ، أليس الله رحيماً؟  لأنه عز وجل يعلم ضعفنا وعجزنا، أفلا يرحمنا؟

الجواب من الوحي الالهي، حيث يقول الله: "تعالوا نسوي الأمر معا: إن كانت خطاياكم بلون القرمز، تبيض كالثلج! إن كانت حمراء كالصبغ، تصير كالصوف! "

لكن كيف يمكن تحقيق ذلك؟ و كيف يمكن أن يتحقق العدل الالهي والرحمة الالهية في آن واحد؟

 الجواب: بالفدية

دعني أوضح ذلك بمثال: لقد تحدثنا سابقاً عن لص سرق مليون دولار، ثم ندم وقرار أن يتوب ( أنظر هنا).  لكن هذا اللص قد صرف كل ما سرق وهو الأن عاجز عن إعادة الأموال المسروقة. هو يريد التوبة، لكن الطريق الوحيد لدفع ثمن جريمته هو إيداعه في السجن لزمن طويل.

هذه المشكلة لها الحل التالي: هذا اللص كان له أب غني يحبه. وهذا الأب لا يريد أن يتم إيداع ابنه في السجن أو أن يضيع عمره و مستقبله. فماذا فعل الأب؟ جاء الأب إلى المحكمة و قام بدفع المليون دولار قيمة الأموال المسروقة. بل و أيضاً قام بدفع جميع الغرامات المترتبة على ابنه اللص. الآن القاضي العادل سيطلق سراح اللص لأن الأموال المسروقة قد تمت اعادتها.

 إذن الفدية التي دفعها الأب مسحت جرم اللص و رفعت عن كاهله ثقل إيداعه السجن. 

الوحي الالهي يعلمنا أن الله هو أبونا المحب الرحيم . و هو غني في كل شيء وقادر أن يدفع ثمن عصيان أولاده وبناته.  و في الوقت المعد منذ الأزل,  وكما الوعود في التوراة وكتب الأنبياء، تجلى روح الله في إنسان اسمه يسوع (عيسى). و هذا الانسان المعصوم عن الاثم ضحى بنفسه ليدفع ثمن خطايانا و آثامنا ، كما يعلمنا الوحي الالهي : "فالمسيح الذي لم يرتكب ذنبا، صار ضحية عن ذنوبنا، لكي نكون مقبولين عند الله بواسطته "

إذن  الفدية التي دفعها الله مسحت اثمنا 

الله في رحمته و محبته الذي تفوق كل تصور بشري قد دفع ثمن عصياننا ، لكي لا نهلك .  فإذن ، أخي المسلم، أختي المسلمة، الخيار لكما : إما أن تدفعا ثمن ذنوبكما بنفسيكما في يوم الحساب. أو أن تقبلا فدية المسيح من أجليكما, الآن في يوم الرحمة . 

أخي المسلم، و أختي المسلمة، الخيار لكما، إما أن تكابرا وتخدعا نفسيكما بعقيدة الميزان. أو أن  تسلما الاسلام الحقيقي متواضعين أمام خالقيكما.

اليوم هو يوم الرحمة . و غداً يوم الحساب. 

الرحمة أم الحساب؟ الخيار لكم. 

هداكم الله